كنت في الماضي ..

بسم الله  الرحمن الرحيم  

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة .. 

كنت فتاة عادية جداً اعيش مع عائلتي اذهب كل يوم لمدرستي كسائر الفتيات بدأت ألاحظ على نفسي في المرحلة الثانوية القلق الزائد و نتف شعري المتزايد و زاد عليها عرض غريب فكنت لا اخرج ابدا اكرمك الله الا سوائل !!و لم اعير الامر اهتماماً كنت اتعب من القولون بزعمهم فترة الاختبارات لزيادة القلق و الضغط النفسي من جانب و ضغط كوني اريد ان ارضي والدتي و احصل على اعلى الدرجات من جهة اخرى !! 
انتهت فترة المعاناة و تخرجت من الثانوي بدرجات مرضية حصلت على الامتياز مع ان والدتي كانت تتمنى الاعلى و الافضل لكن هذة قدرتي و الحمد لله بدأت بدوامة الجامعة و القبول و غيرها كانت هنالك فكرة في مخيلتي ظننت انها الافضل مع جهلي ان اذهب للدراسة عند خالتي لانها الاقرب من كونها والدتي !!
كنت قلقة جداً من بعدي عن اهلي "والداي و اخوتي "  في كل يوم يقترب موعد التسجيل يتزايد قلقي و معها يتزايد الم بطني و ينتفخ اكثر و اكثر !!
لم تنجح خطتي و لم احصل على قبول في الرياض تم قبولي في جامعة قريبة من مدينتي لكن لم تكن بالقرب الكافي لعائلتي ذهبت و درست ترم كامل فيها كانت اعراض المرض تكاد تقضي علي ذهب كثيراً لقسم الطوارئ و مكثت كثيراً لا اعلم ما اصابني كنت ادرس بكل قوتي لكن يجبرني الالم على ترك كل كتبي و ملازمي و الذهاب لاخذ مسكن لان القولون مع القلق يصعب علي الامر !!
ذات ليلة اصطحبني خالي مع والدي لعيادة طبيب خاص بعد عمل الفحوصات و الكشف قال لي : هل تسكنين في قبو المنزل !! اجبت بدهشة لا !! قال هل تتعرضين للشمس !! قلت نعم كل يوم في الجامعة من شروق الشمس الى قبيل غروبها بقليل حيث انني كنت ادرس سنة تحضيرية للطب !! اندهش الدكتور و قال لي كل المعادن و الفيتامينات في جسدك في اقل مستوياتها تكاد تكون معدومة !!
اصابتني الدهشة فانا اتناول اطعمة كثيرة مفيدة والدتي اطال الله عمرها كانت و مازالت تطبخ مالذ و طاب ووالدي اطال الله بعمرة دائما ما يجلب لنا انواع و الوان من الفواكة و الخضروات و اللحوم مما كان كفيلاً بي انا واخوتي ان نتربى على الاكل الصحي البعيد عن اكل المطاعم لكن كيف بجسدي خالي من المعادن و الفيتامينات مع ان وزني كان زائداً بقليل عن الطبيعي !!
كانت فترةاختبارات و لم اكن استطيع الاكل اظل لساعات طويلة احدق به اريد تناولة لكن لم اقوى و لم يكن يثير اي شعور فيني ادرس قليلاً انام كثيراً اذهب لاخذ مسكناً مرات ومرات اخذ حبوب مسكنة حتى ياتي الصباح اذهب لاادي اختباري مع علمي المسبق باني لن اادية بشكل صحيح !!
انتهى الترم و ظهرت النتائج غير مرضية تماماً كرهت الطب و كرهت تلك الكلية انتقلت لتخصص اخر غير بعيداً عن تخصص احلامي و احلام والدتي ..
هربت من تلك الكلية لكلية اخرى لكن لم اهرب من الالم و تلك الاعراض الغريبة !!
انتقل لمدينة اخرى اقرب لعائلتي كان معي فيها اخواتي الشقيقة واخت قلبي ..
كانت دائماً فترة الاختبارات فترة بئس لي قلق الاختبارات و قلق الالم هل اعدي ام لا اقوى كالعادة و ااجل اختبراتي !!
احياناً اقوى و احياناً كثيرة افر هاربة للمستشفى عند اهلي و اظل فيه لاسبوع واو اكثر ما بين مغذيات و ابر مضادات و تحاليل دم كل يوم و النتيجة لا نعلم مالخطب قولون عصبي لا بد من ان تمسكي اعصابك قليلاً و تكفي عن القلق !!
كل تحاليلي سليمة حتى منظار و خزع من هنا و هناك جميها تقول سليمة !!
كنت ادعو كثيراً ان اعلم ما بي فقط اعلم انه ليش قولون عصبي كما يزعمون لاني ارى اعراضه مع جميع افراد عائلتي لم تكن كاعراضي !!
تطورت الاعراض معي مع اخر سنة لي في الجامعة اصبح وزني كوزن طفل خسرت من وزني كثيراً اصبحت حساسة جداً سريعاً ما استفز و افقد اعصابي !!
اصبحت لا اكل كثيراً لاني اعلم كيف سيخرج مستقبلاً كان يتجمع في بطني حتى اجبر نفسي على اخراجة من فمي اكرمكم الله !!
تخرجت من الجامعة اخر مادة اختبرتها فقط لاعدي اخر ترم على خير !!
تخرجت و انا لا انسى كم مرة و مرة سالتني احداهن باي شهر انتي !! و اجابتي المعهودة مع ضحكة ساخرة " مو لين ازوج اول ؟!" ‘ في كل قاعة اختبار هدوء لا يسمع الا صوت بطني اصوات شجية !! كنت احاول اسكاته لاركز في ما احاول استجماعة من معلومات و رغم الضغط و القلق فقد اعتدت و لله الحمد كنت احصل على درجة كاملة احياناً كانت اصوات ببطني تغلبني و الالم و الغثيان ياثرون على معلومات فتخاف منهم و تهرب و لا حول لها ولا لي و لا قوة !!
تخرجت و لله الحمد مع مرتبة شرف مع مزيد من الالم و المعاناة و الحمد لله اولاً و اخيراً ..

اول سنة بعد التخرج كانت سنة هادئة لم يكن فيها اختبارات و لم يكن فيها معاناة و الم الا نادراَ كنت ابتعد فيها عن كل ما يثقل معدتي و يألمني !!
كنت لا اكل الكيك او الحلا او البرجر او التوست  اصبحو كاعدائي اللادودين ..
اما الجريش فكان نقطة ضعفي احبه لكن ملعقة منه كفيلة بارجاعي لغرفة الطوارئ الحمد لله الذي وضع كرهه في قلبي قبل بطني ..
ابتعدت من نفسي بدون مشورة من احد كمن حرقته النار و ظل يفضل ان يبقى بارداً على ان يضع يده قريباً منها و لو بمتر !!
بدات تدريجياً اعود لتلك الاعراض انتفاخ بطني مع نزول مستمر لوزني اصبحت لا اقوى على الحركة كل جسمي يألمني اصبح جسدي هزيلاً ضعيفاً كجسد مسنة انقضى عمرها و انا في مقتبل العمر مازلت في منتصف العشرينات من عمري !!
اصبحت تتورم قدماي ، لا ادفى ابداً ، دائما منهكة ؛ اصدقكم انني كنت انتضر الموت ليريحني من كل هذة المعاناة و يريح والدتي و والدي من رؤيتي اموت امامهم و لا يقوون على فعل شئ !!

كنت دائماً ادعو ربي ان يرشدني لما فيه شفائي و والدي كذالك و اعلم ان والدتي اكثر منا جميع لكن لا تبين لي ضعفها و يأسها دائما ما اراها قوية لا تهزم اطال الله في اعمارهم جميعاً و امدهم بالصحة و العافية و الرضى ..

ذهبنا الى كل طبيب سمعنا به و كل راقي و جربت كل علاج طبي او شعبي ارتاح قليلا لكن لا يستمر طويلاً !!
اقترح والدي العزيز ان نذهب الى الرياض حيث انه سمع بدكتور جديد ..
ذهبت انا و هو الى الرياض و ذهبنا الى ذالك الدكتور محمد المفرح ، كالعادة تحاليل و اشعة و منظار ، ذلك الاجراء الكريهة الذي ما زلت ارفضة و بشدة !!
كان اسوء منظار طوال حياتي و اخيرها باذن الله تعالى .
قال الدكتور بعد كم يوم من التحاليل و المنظار تلك الاعراض اعراض حساسية القمح و كانت تلك اول مرة اسمع فيها هذا الاسم و اول مرة احدهم يشخص مرضي !!
لكن بعد تحليل الخزعة من امعائي اتصل علية والدي ليعرف النتيجة قال ظهرت سليمة احتمال انها ليست حساسية قمح " سيلياك " !!
يالسخرية القدر مازال ذالك المرض المقيت مختبأ بمهارة الى يومنا هذا !!

اصبح لدي امل جديد و اصبح لدي اسم جديد ابحث عنه و اعرف عنه ، قرائت كثراً عنه تبين ان جميع الاعراض تنطبق علي 100% !!
عرفت الانواع منه و الاعراض الظاهرة و المستترة منها ..
خفت الاعراض بشكل كبير بعد امتناعي عن تناول اي شي يحتوي على القمح الصريح !
 اختفت نفخة بطني تماماً لم اعد كاني حامل بالشهر الخامس !!
اتضحت لي ملابسات غريبة لم تكن الاختبارات بل كان الساندويش الجاهز وقت المذاكرة حتى لا يضيح الوقت على طهي شي لاكله !!
لم يتكن الغربة و الخوف و القلق بل كان سوء تقبل جسدي لاكل الخبز و القمح !!
لم يكن هوس نتف شعري يزيد من قلق الاختبارات بل كان من قلق و اضطراب هضمي لم يكن قولون عصبي الذي يدمرني بل كان فتات الخبز !!
كان ياكل بامعائي كنت اشعر ان هناك من ياكل امعائي داخلي و كان احساسي صحيح حيث انه من اعراضه تلف اهداب الامعاء و هذا احساس الوخز و النخر الذي كنت اشعر به لكن لم اخبر احد خشية من ان يقال لي تلك الكلمة المعهودة " موسوسة " !!
و اخيراً بدأت رحلتي مع السيلياك ..

دمتم بخير ..



تعليقات